متاهة الشام– مدرسة نابلس للفنون الأدائية والسيرك

هي المتاهة التي دخلت بها المخرجة رنين عودة وطاقم العمل من خلال البحث عن مشاكل النساء داخل المجتمع العربي وبالأخص بلاد الشام. وهذه المتاهة لم تكن حديثة الولادة بل هي من زمن الجاهلية وعندما نقرأ التاريخ نجد أن هناك طائفة كانت تسمى بطائفة الحشاشين، أو الدعوة الجديدة كما أسموا أنفسم وهي طائفة إسماعيلية نزارية، بدأت من بلاد فارس وفي الشام، أسّس الطائفة الحسن بن الصباح.

كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها "فدائيون" لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم ويقول المؤرخون أن هذه الطائفه هي أول من اعتمد على فدائيي الجنة او ما يسمى الانتحاريون في زمننا الحالي، وهي طائفة لا تعتمد على المعارك التقليدية بل تعتمد على الاغتيالات المنتقاة للشخصيات والأمراء والمؤثرين، حيث كان هؤلاء المقاتلون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً حتى أنهم حاولو اغتيال صلاح الدين الأيوبي مرتين وعندما لم يستطيعوا اغتياله تعاونوا سوياً في الحرب ضد الصليبين .

وقد كانت المخيلة الأوروبية خصبة في وصف هؤلاء الحشاشين، وزخرت كتبهم بالكثير من الأساطير حولهم فنجد قصة الرحالة الإيطالي ماركو بولو التي باتت تعرف بـ"أسطورة الفردوس" والذي نقرأ في كتابه في وصف قلعة الموت ما يلي:

«بأنه كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة! .

وعلى ذلك دمجت مخرجة العمل القضايا النسائية وطائفة الحشاشين وقصة قابيل وهابيل أول جريمة قتل في تاريخ البشرية على الأرض من أجل إمرأة .

السؤال هل الانثى نعمة ام نقمة ؟ هل سنحارب من اجل المرأة ؟ او ننهي الحرب ونقتل المراة ،

عملت المدربة والمخرجة بإسقاط البحث على القصص الشخصية لطاقم العمل .

وهذه الملحمة التاريخية ترجمت من خلال تحليل الحركة والسيرك والدراما . وقد قام اربع عارضين بتجسيد البحث على الركح .

والعمل لا يخلو من الفكر الشرقي والتراث الشعبي الفلسطيني، قصص الحب اللامتناهية والمساواة بين الرجل والمرأة والانسانية، القوة، إثبات الوجود، الاغتصاب المستمر لحقوق المرأة والقتل باسم الشرف، المشاكل الجندرية، إلى متى ؟ .

وإن قضية المرأة جزء لا يتجزأ عن قضية الرجل .

 

أداء: تالا يونس، راما النجار، وجدي خالد، نور سمارو

إخراج: رنين عودة

تقنيات الإضاءة: ياسر النابلسي

تقنيات الصوت واللوجستيات: جنى شافعي